بالنسبة للستة وثمانون، الموت هو أسلوب حياة.
— حزمة الضربات المتنقلة الستة وثمانون
خربشة يوميات متنوّعة
معلّمة قاسية
الفيلقُ لا يحلمْ.
إنّ الأحلامَ عمليةٌ دماغيّةٌ تُفرز الذكريات.
وعلى نهجِ الجهاز العصبي المركزي للثدييات الكبيرة صُمّمت الآلات الدقيقة السائلة،
ما إن تكونَ إلّا ميكانيكية.. ولم يكونوا بحاجةٍ إلى تنفيذِ نفس العمليّة.
ولهذا
السبب؛ فهم لن تراودهم الأحلام مرّة أخرى.
>> ── مـن عديـم الوجـه إلى
المعلمة <<
إرسالٌ واردٌ من إحدى وحداتِ قرينها يوقظها من
فراغِها الشفقي لوضعِ استعدادها. عاد مستشعرها البصري إلى الحياة. ولأوّل مرة منذ أن أعيدَ تشغيل هذا الجسد طوال العشر سنوات ، تُركَ فيها انطباع بأنّ الصرير ضرمَ
جسمها.
تُعرفُ باسمِ الفيلقِ المُلقّبة بـِالملكـة
القاسيـة، عديمـة الرحمـة، من قبلِ قوّات المملكة المُتّحدة التي تُواجهها.
كان درعُها أبيضًا جليديًا ومزخرفًا بالعلامةِ
الشخصيةِ لإلهةٍ تتّكئ على هلال. وقد فقدت منذ فترة طويلة الأسلحة الرشاشة التي
جُهّزَت بها من قبل. ثمّ بعد كل شيء، هي آخر خط الإنتاج الأصلي لـِ أمايزي: الفيلق
الكشفي.
نُقلَ الإرسالُ عبرَ الآينتاكسفليكا التي بُعثرت غطاء في السماء، ونوع التحذير والتحكم الـراب الذي يعلوهم حارسًا، والذي وصلَ من مسافةٍ بعيدة مِن ما وراء سلسلة جبال جثّة التنين حيث تتربّص.
>> هدفُ
العملية لم يتحقّق. ── طلب توضيح أسباب إلغاء أهداف العملية <<
قمعَت رغبةُ التنهّد. لقد مرّ وقت طويل منذ أن تخلّت عن فمها وحلقها ورئتيها للتنفس، لكنها ما زالت غير قادرة على التخلص من العادات التي لديها عندما كانت إنسانًا.
>> أُلغيَت؟ اكتملَ الهدف، يا عديـم الوجـه. في أعقابِ هذه العملية، فقدت المملكة المتحدة غالبية قوّاتها من الألكونوست. لقد سقط خط الجبهة الأمامي للعدو، ونجحنا في الحصولِ على موطئِ قدمٍ في أراضيهم. ومع الاستراتيجية التالية، سوف نخترق خطّهم الدفاعي وننقل القتالَ إلى أرضٍ مفتوحة، أين الساحة التي نتواجد فيها نحن الفيلق... حيث السيادة القتالية للأسلحة المدرعة<< .
ثمّ أعلنَت مؤكّدة بهدوءٍ وتماسك سقوط قلعة يونيكورن الشمالية قريبًا. ومن على بعدِ مئاتِ الكيلومترات، استجاب " عديـمُ الوجـه " لبلاغها. والذي يُمثّل المنصب الثاني في قيادةِ مستوى الشبكة التكتيكية واسعة النطاق للفيلق: وحدة القائد الأعلى الذي أشرف على الهجوم ضد دول متعددة. أيضًا واحد من وحدات القائد الأعلى المسؤول عن شبكة التحكم والذي يتولى عملية صنع القرار للفيلق عبر القارة.
نظرًا لأنه - على الأرجح - هو أيضًا آلة قياديّة استحوذت على بنية دماغ بشري ميت، فلا بد أنه احتفظ بذكرياته وشخصيته منذ أن كان حيًّا. ومع ذلك، فإن الاتصال المشفّر الخاص بِـالفيلق يزيل خصوصيات المتحدّث أثناء عملية التشفير وفك التشفير. وعندما نُقلت كلماته تحت مُسمّى عديـم الوجـه، فقد أظهر على أنّه صوت آلة مملة وخالية من المشاعر.
>> لم يكتمل بعد الاستيلاء على الأهداف الأساسية — باليجر، هفيرونجر
ومنيرفا. <<
هؤلاء الأهداف الثلاثة ذو الأولوية العالية
الموجودين في الجبهةِ المناهضة للمملكة المتحدة، وهي منطقة الحرب التي كانت مسؤولة
عنها.
كان قد عُرفَ باليجر بكونهِ شخص فريد قادر على
تحديدِ مكان وجود الفيلق، ولكن اسمه وتاريخه الشخصي مجهولين.
أمّا هفيرونجر، هو الاسم الرمزي لمطوّر نظام
قيادة الطائرات بدون طيار في المملكة المتحدة، والمعروف باسمِ
"السيرين". لم تُؤكّد معلومات اسمه الشخصي، ولكن من المفترض أنه فيكتور
إيديناروك، الأمير الخامس للمملكة المتحدة.
مينيرفا كانت الاسم الرمزي لمهندسة الجمهورية.
والتي تُدعى: هنريتا بينروز.
حصلنا على ما يُؤكّد وجود الاثنين السابقين في قاعدة المملكة المتحدة خلال المعركة الأخيرة. لم تُكتشف مينيرفا آنذاك، لكن المعلومات أشارت إلى أنها انتقلت من الجمهورية إلى الفيدرالية، ثمّ إلى المملكة المتحدة.
<< أيوجد أهميّة في القبضِ عليهم لاستكمال توجيهات الفيلق؟>>
>>إنهم ذو أهمية استراتيجية. بالإضافة إلى احتماليةٍ كبرى أن يكون باليجر خليفة جديرًا بالحصول على القيادة الكاملة للفيلق. إنّ تلقي التوجيهات الجديدة هو الهدف الأساسي لشبكة التحكم الموحدة في الوقت الحاضر. <<
<<…………>>
كان الفيلق عبارة عن أسلحة حصار مستقلة طورتها
إمبراطورية جياد للغزو. وإلى الآن لم يتغير هدفهم. إن حقيقة استمرار الفيلق
في مهاجمة البشرية حتى بعد تدمير الإمبراطورية هي ببساطة اتباع لإرادة الأمة
المنفية. لقد كانوا ملتزمين بصمتٍ ووقار الأمر النهائي الذي تركه لهم الجيش
الإمبراطوري: إبادة العدو.
لم يثور الفيلق أبدًا ضد البشرية. لقد كانوا
أدوات مطيعة ابتكرها أناس من لحم ودم - وإن كانوا أشخاصًا لم يعودوا على قيد
الحياة - وكانوا ببساطة يتبعون الأوامر. لذلك فإنّ البحثَ عن إنسان لقيادتهم
بمثابة غريزة متأصلة في معالجاتهم المركزية.
أُنشئَ الفيلق في البداية لملءِ أدوارِ الجنود
العاديين والضباط ذوي الرتب المنخفضة. وسيظل كبار الضباط - الذين كانوا بشرًا -
مسؤولين عن الاستراتيجية والتفويض.
وكانت أحد إجراءات السلامة المطبقة على التوجيه الأولي للفيلق ينص على أنه إذا أمضوا فترة زمنية معينة دون تلقي أوامر جديدة، فعليهم أن يطلبوا الأوامر من أحد أعضاء القيادة المخصصة لهم. وإذا لم يكن هناك مثل هذا الشخص، كان عليهم البحث عن خليفة يعتبرونه مناسبًا لقيادتهم.
وكما ذكر عديـم
الوجـه، فإنّ باليجر وريثًا محتملاً للحصول على هذا الحق في قيادةِ الفيلق. كان
يُنظر إلى الدم المختلط بين أونيكس، العرق الأسود الليلي، وبيروب، العرق الأحمر
الناري، على أنه سمَة من سمات العرق الإمبراطوري في جياد الإمبراطورية.
رفض النبلاء رفيعو المستوى بشدة الخلط بين
سلالات الدم المختلفة، خاصّةً الأسر القديمة التي تمتلك قدرات فوق الطبيعة. حيث لم يكن ما يوضح كيف يمكن للجوانب غير المتجانسة لسلالتهم أن تؤثر على بعضها البعض بمجرّد اختلاطها.
لذلك، يمكن القول أنه لا يوجد سلالات مختلطو
العرق غير السلاسة الإمبراطورية. وسيكون من المفهوم أن تكون الطبقة الحاكمة
القديمة عائقًا أمام النظام الجديد، الذي دفع باليجر بشكلٍ متكرر إلى الخطوط
الأمامية، لأنّ الإمبراطورية لم تنخرط إلا في معاركٍ ذات معدلات استنزاف عالية
للغاية، مثل عمليات الغزو. لكن...
غرقت في التأمل لبرهة. وفقًا للقطات البصرية التي التقطتها فونيكس، كان باليجر جنديًا في أواخر سن المراهقة. ولا يوجد وريث للسلالة الإمبراطورية في تلك الفئة العمرية، حتى بين أنسابهم الفرعية. إذا كان الأمر كذلك، فلا حاجة لتتويج الأميرة الإمبراطورية، التي كانت لا تزال رضيعة وقت تتويجها...
لا يمكن لهذا الجندي أن يكون
"الإمبراطور" الذي يسعى إليه الفيلق...
لم
يستغرق قطار أفكارها مسارًا طويل بعد الإرسال الثاني من عديـم الوجـه.
>>معلمة.
هل قمتِ بجذبِ باليجر إلى ساحةِ معركتك؟
<<
للحظة، ظلّت هادئة. وكان افتراضه صحيحًا. لأنّ هذه نيتها عندما سلمت تلك الرسالة عبر فونيكس. لقد قامت ببرمجة وحدة لا ينبغي هزيمتها لنقل كلماتها في الحدث غير المحتمل. لن تحتوي الرسالة على أي شيء ذي قيمة واضحة؛فهو مجرد استدعاء لجذب باليجر إليها، دون إعطاء أي تلميح عن مكان وجودها.
مع
استثناء…
>>أليس هذا هو
هدفنا، يا عديـم الوجـه...؟ أيوجد مشكلة في ذلك؟
<<
>>إنكار.
بعد أن يُستدرجَ باليجر إلى المكانِ المحدد، يجب إبادته. <<
………؟
عادت إلى صمتها الحائر. لو كان لا يزال لديها حواجب، لكانت عبست بهم الآن.
>>ألسنا
نبحث عن خليفة؟ <<
هذا ما قاله عديـم الوجـه سابقًا. وهذه هي الإرادة الجماعية للفيلق. لقد كانت واحدة من وحدات القائد الأعلى المسؤولة عن شبكة التحكم الموحدة، وحتى أنها لم تستطع مقاومة الغرائز المضمنة في الفيلق، سواء في حالة الأوامر المطلقة أو القيود.
>>صحيح.
مهمتنا هي البحث عن خليفة لأعلى سلطة قيادية...<<
للحظة، انقطع عديم الوجه عن الاتصال. حيث توقف
مؤقتًا كما لو كان في حالةٍ من الارتباك. لكن في اللحظة التالية، ملأ البردُ
الخبيثُ صوتَ الذي يليق بقائد الفيلق، آلة الإبادة الذي وقف في معارضةٍ صارخة
لمعادية جميع البشر المتبقّين.
حمل النبرةَ التي لا تتزعزع والتي من شأنها أن تذبح أي شيء وكل شيء.
<<...ثمّ تخلّصي منه بسرعة. >>
- نهاية المقدمة
[كادر العمل]
ترجمة وتدقيق: pandoravanitas@
تبييض وتحرير : abdHD__@
تعريب الغلاف وتنسيق المجلد: abdHD__@






